منوعات

مصباح انارة عمره أكثر من 60 عاما وما زال يعمل

“كلّما نظرتُ إليه، أتذكّر والدي وعمّي” هكذا بدأ عرفان محمد علي (48 عاماً) يسرد حديثه عن مصباح إنارة نادر وغريب الحجم والشكل يصل عمره إلى 7 عقود، ومازال يعمل حتى اليوم.

تحتفظ عائلة عرفان، وهو موظف حكومي، بهذا المصباح منذ خمسينيات القرن المنصرم في منزلها بمحافظة حلبجة في إقليم كردستان العراق.

قصة المصباح
وتعود الحكاية إلى عام 1956 عندما حصل والد عرفان على المصباح من شقيق له كان يعمل لدى شركة أميركية كانت تبني سدّ دربندخان بمحافظة السليمانية، وكانت تجلب معها مستلزماتها الخاصة بالكهرباء والبناء، ومنها أجهزة الإنارة والإضاءة.

وبالإضافة إلى شكله وحجمه وعمره، وأنه من صناعة شركة سيلفانيا الأميركية وتبلغ سعته ألف وات، فإن أكثرُ ما يُميّز هذا المصباح هو إضاءته التي لا يستطيع الإنسان أن يُقاوم حرارتها لأكثر من نصف دقيقة، فشدّتها تصل إلى حدّ الحرق في حال وضعت بالقرب منه لعدّة دقائق، وبإمكانها أن تُضيء مساحة كبيرة.

يقول عرفان إن هذا المصباح كان له مكانة خاصّة عند والده المتوفى عام 2018 والذي كان يعمل في مهنة الخياطة، وهو ما جعل المصباح شيئاً ثميناً للعائلة التي لم تفرّط به رغم تعرضها لمرات عدة للنزوح والهجرة، إلا أن الوالد كان أوّل ما يُفكرّ به هو المصباح، فكان في مقدمة الأشياء والأغراض التي يحاول لملمته قبل مغادرة البيت.

بعد وفاة الأب، حصل عرفان على المصباح من ضمن الأشياء التي توزعت بين الأبناء، فصار يقوم هو بدور الأب بالاهتمام به وعدم التفريط به، لكنه يؤكد أنه يطمح بالتواصل مع الشركة الصانعة لمعرفة لغزّ طول عمر المصباح حتى اليوم رغم مرور نحو 7 عقود على صناعته.

من أكثر القصص غرابةً التي يرويها عرفان للجزيرة نت أن والده استطاع أن يقلي بيضة في أحد الأيام خلال دقائق قليلة جداً على حرارة المصباح، ويشير إلى أن الأسلاك الموجودة داخله متينة وتشبه أسلاك المدفأة الكهربائية، وهذا ما جعل حرارته قوية جداً.

أمّا فانوس فتاح والدة عرفان البالغة 69 عاماً، فما زالت تستذكرُ أولى لحظات جلب زوجها المصباح إلى بيتها، مؤكدةً أنه بات منذ ذلك الحين كفردٍ من أفراد العائلة فحافظت عليه حتى اليوم من الضياع أو الكسر.

ممّا تتذكره فتاح في حديثها للجزيرة نت أنها كانت تستخدم المصباح للتدفئة أيّام الشتاء، فكانت حرارته تعادل مدفاة كبيرة تكفي لتدفئة بيتٍ كامل، بالإضافة إلى استعانة الجيران والأقرباء بإنارته أثناء المناسبات الاجتماعية.

لغز طول العمر
وعن طول عمر المصباح ولغز بقائه حتى اليوم، يوضح تيمور محمد مسؤول الصيانة بالمديرية العامة للكهرباء في محافظة حلبجة أن السبب يعود إلى طبيعة صناعته، فهي التي تُحدّد عمره وطبيعة ومدة عمله.

ويسمى هذا النوع من المصابيح بـ “العسكري” ويستخدم عادةً في البواخر العملاقة أو المساحات الكبيرة المفتوحة، كما يقول محمد الذي يُشير إلى أن استقرار الطاقة الكهربائية وعدم تذبذبها بشكل مُتقطع يُساهم إلى حدٍ كبير في طول عمر هذا النوع من المصابيح أو قصره.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة