لبنان

الضغوط ستتزايد.. مسح دولي شامل للمطار وأمنه: لبنان خارج حسابات المصالحة الخليجية

كتب منير الربيع في “المدن”: تؤسس المصالحة الخليجية لمرحلة سياسية عربية جديدة. أسباب كثيرة حتّمتها، وتداعيات متعددة ستنجم عنها بلا شك في المستقبل. من بين الأسباب رغبة المملكة العربية السعودية في إعادة رص الصفوف بمواجهة إيران، في ظل الإدارة الأميركية الجديدة. وتحسين العلاقة مع تركيا وباكستان.

لبنان والمصالحة الخليجية

لبنانياً، لا بد من تسجيل بعض الملاحظات على المصالحة وما قبلها، أيام الخلاف. لم يبد الطرفان المختلفان أي اهتمام لافت بلبنان. فعندما كان هناك تنافس بين الطرفين على لبنان، وفي ظل الانكفاء السعودي الاماراتي عنه، لم تنجم عن ذلك حماسة قطرية وتركية لبناء مشروع سياسي مناهض للسعوديين والإماراتيين في لبنان. لكن قطر ظلت إلى جانب لبنان إنسانياً، ومن خلال مساعدات كثيرة. وأنقذ أميرها الشيخ تميم بن حمد القمة الاقتصادية العربية في بيروت سنة 2019 بحضوره، فيما قاطع القمة الزعماء العرب والخليجيين جميعاً.

لم يقدّم أي من الطرفين مساعدات مالية لتعويم الاقتصاد اللبناني، فيما كان بإمكانهما أن يفعلا ويغدقا المساعدات على البلد المنكوب، في إطار التنافس بينهما. لكن ذلك لم يحصل. وهذا يشير إلى أن توجههما واحد حيال لبنان، الذي تعتبره الولايات المتحدة الأميركية خاضعاً للنفوذ الإيراني، ولا مجال لمساعدته.

وهذا ينطبق على المسار السياسي، المالي والاقتصادي، وعلى ترسيم الحدود، والمعابر الحدودية، والوضع في الجنوب أو في البقاع.

لن يكون للمصالحة الخليجية أي تأثير مباشر على الوضع في لبنان، إذاً. وسيقتصر تأثيرها على إعادة رسم مواقع سياسية جديدة، في ظل الضغوط الأميركية المستمرة على إيران عبر لبنان، بمعزل عن إدارة ترامب أو بايدن. وذلك تحت عناوين أهمها: ترسيم الحدود في الجنوب ومع سوريا، تفكيك الصواريخ الدقيقة، ضبط المعابر، مراقبة المرفأ والمطار.

وترتبط هذه المسائل بمسار العلاقة الإيرانية الأميركية. وقبل تبلورها لا يمكن للبنان أن يلحظ أي حل لمشاكله وأزماته التي ستبقى مستمرة وتتفاقم.

مسح دولي للمطار

وفيما يسعي رئيس الجمهورية إلى إعادة إحياء جلسات مفاوضات ترسيم الحدود، يبرز الخلاف المستمر في التوجهات بينه وبين حزب الله، الذي يحتفظ بالكلمة العليا في عملية الترسيم، المرتبطة عضوياً بإيران.

الضغوط الأميركية ستتزايد، إذاً. وحسب معلومات، تتجه الأنظار اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي. لكن الخوف على المطار ليس أمنياً أو عسكرياً، بل من الضغوط الدولية الكبيرة لإجراء مسح شامل لأوضاع المطار، تقوم به مؤسسات عالمية معنية بالطيران المدني. وتشير المعلومات إلى زيارة مرتقبة للمطار تقوم بها هذه المؤسسات، لإعداد تقرير تفصيلي، والمطالبة بإجراء تغييرات جذرية داخل المطار. ومعروف أن تلك المؤسسات تعتبر أن وضع مطار بيروت لا يوفر سلامة الطيران. وفي حال وضع هذا التقرير، سيواجه المطار مشكلة كبيرة مع شركات التأمين وشركات الطيران. الأمر الذي ينعكس سلباً على الوضع المالي والاقتصادي للبلد.

مزارع شبعا والجولان

ملف ترسيم الحدود مع سوريا أيضاً سيكون من الأولويات في المرحلة المقبلة، فيما تنعكس المصالحة الخليجية سلباً على إيران والنظام السوري. وفي الأفق أيضاً تقاطعات تركية – خليجية، وتركية – مصرية، وتركية – إسرائيلية حول الوضع في سوريا.

والموقف الأميركي واضح في منع أي جهة دولية من التطبيع مع نظام الأسد. ومسار التطبيع الذي افتتحته بعض الدول العربية والخليجية سيتراجع، ليتركز الرهان على التعاون العربي – الأميركي – الروسي – الإسرائيلي، بهدف تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا.

ومنذ مدة تجري مفاوضات غير مباشرة برعاية الروس، بين نظام الأسد والإسرائيليين، حول الوضع في الجنوب السوري. وأمس كان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل رايبرن في زيارة إلى الإمارات والأردن، للبحث في الملف السوري. وحسب المعلومات فإن ما يجري بحثه هو تعزيز دور قوات الأندوف في الجولان والجنوب السوري بكامله. ومزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا جزء من المنطقة التي تشملها المفاوضات.

والغاية من ذلك تعزيز وجود القوات الدولة بموجب القرار 242، في إطار مواجهة النفوذ الإيراني. وما يجري في الجنوب السوري ستكون له انعكاسات مستقبلية كثيرة على الوضع في لبنان، الذي لا تزال أمامه انتظارات طويلة.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة