فنلبنان

الموت يغيّب جورج بشير.. الصوت الصارخ في زمن الحرب المشؤومة

غيّب الموت، اليوم الخميس، الصحافي الكبير جورج بشير، الذي تعرّض لجلطة قلبية نتيجة مضاعفات إصابته بفيروس “كورونا”، الذي خطف صوتاً حُفر في آذان مستمعي إذاعة “مونت كارلو الدولية” طيلة سنوات الحرب المشؤومة، وقلماً جريئاً جعل من الكلمة سلاحاً أشدّ فتكاً من أسلحة الحرب التي غطى احداثها بشجاعة.
كان جورج بشير الصوت الإذاعي الصارخ في زمن الحرب حيث كانت تتجه الآذان نحو المذياع الصغير بانتظار رسائله التي كانت توثّق لحظات الحرب وتفاصيلها ومستجدّاتها.

ومن العاصمة الفرنسية باريس، عمل جورج بشير مع الصحافيين فيليب ابي عقل والمرحوم فوزي مبارك على تأسيس “وكالة الأنباء المركزية” التي كانت أوّل وكالة أنباء لبنانية خاصة قبل أن ينتقل مقرّها إلى بيروت، ولا تزال في صدارة المنابر الاعلامية. كما كتب في العديد من الصحف والمجلات منها “الديار” و”الافكار” و”الجمهورية”.
شغل الراحل منصب أمين صندوق نقابة الصحافة، وعرف عنه حسّه الإنساني وشغفه بخدمة الإنسان، من خلال تأسيس مستوصف “سيدة لورد” في منطقة غادير في جونية، وكان يشرف عليه مباشرة لتقديم الخدمات الطبية والصحية كافة.

نقابة الصحافة
نقابة الصحافة نعت الراحل في بيان اعتبرت فيه أنّ “صدمة رحيل الزميل بشير هي بمثابة خسارة وطنية وإعلامية كبيرة، تزامنت مع موعد جلسة إنتخاب المجلس الجديد للنقابة، الذي كان سيحتفل لاحقاً بتدشين مبناها، والذي كانت للزميل الراحل اليد البيضاء في إقناع المهندس الراحل ريمون نجار التكفل بتكاليف إعادة ترميمه وتأهيله وإضافة طابقين جديدين اليه.
وأضاف البيان: “في هذه المناسبة ليس في وسعنا إلا ان نتقدم بأحر العزاء من نجليه بيار ونادر وعائلتيه الكبيرة والصغيرة”.

نقيب المحررين
من جهته، قال نقيب المحررين في بيان: “يغيب الزميل جورج بشير فيما لبنان يرزح بأحزانه ورزاياه، وهو الوطن الذي أحبّ وخدم بالكلمة الحرّة، والموقف الجرئ، منتصراً لقضاياه في المنابر الصحافية والاعلامية في لبنان، والعالم العربي وبلدان الانتشار”.

وأضاف: “لم يترك الراحل الكبير حدثاً مدوّياً على الأصعدة اللبنانية، العربية والدولية منذ أواخر سيتنيات القرن المنصرم حتى مطالع تسعينياته، إلاّ وتولىّ تغطيته لصالح المؤسسات الكبرى التي عمل فيها. مبادر، مقتحم، شجاع، ذو شبكة علاقات واسعة سخرها في سبيل الخير والعمل الاجتماعي في منطقته كسروان –الفتوح، مدينته جونيه وبلدته غادير. كما كانت له اسهامات بانية في نقابة الصحافة اللنبانية التي تولى أمانة صندوقها بجدارة”.

وختم: “برحيل جورج بشير فقدت صديقاً، وأخاً وزميلاً، إمتدت علاقتي به على مدى نصف قرن، وفقدت نقابة الصحافة اللبنانية أحد أعمدتها الذين تفانوا في خدمتها، وتعزيز شأنها. كما فقد الاعلام في لبنان وجهاً من وجوهه البارزة الذين خلفوا بصمة، وسجلوا حضوراً، وكتبوا بحبر المعاناة قصة نجاحه”.

أسرة “لبنان 24” تتقدّم من عائلة الراحل ومن الجسم الإعلامي في لبنان بأحرّ التعازي سائلة للفقيد الرحمة.

lebanon24.

مقالات ذات صلة