عرب وعالملبنانمنوعات

تصعيد الغارات الإسرائيلية على سوريا.. خبير يرسم السيناريو المقبل

انطلاقاً من الغارات الإسرائيلية الموسعة والمتزايدة على سوريا مؤخراً، تساءل الكاتب توماس أو فالك في تقرير نشرته قناة “الجزيرة” عما ينتظر المنطقة في ظل تصعيد الاحتلال هجماته على القوات الإيرانية في سوريا، معتبراً أنّ التطورات الأخيرة تدل على “اندفاعة إسرائيلية متزايدة من أجل استئصال الوجود الإيراني”.

في تقريره، سلّط الكاتب الضوء على غارة دير الزور (فجر 13 كانون الثاني)، ناقلاً عن الأستاذ المحاضر في العلاقات الدولية في جامعة لانكستر، سايمون مابون، تأكيده أنّ سوريا تضطلع بأهمية كبرى بالنسبة إلى إيران، نظراً إلى دورها اللوجستي الرئيسي في تمكين إيران من دعم “حزب الله” في لبنان. وقال مابون: “لو سقط (الرئيس السوري بشار) الأسد، لكان مثّل ذلك تحدياً كبيراً بالنسبة إلى توفير الدعم اللوجستي”.
الضربات الإسرائيلية ستستمر رغم العرض الروسي.. وخبراء يتوقعون استهداف هذه المناطق
رسائل إسرائيلية إلى إيران

من جانبه، وصف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر، نادر هاشمي توقيت أغلبية الاعتداءات الأخيرة المتزامن مع الأيام الأخيرة لرئاسة دونالد ترامب بـ”اللافت جداً”، قائلاً: “يمثّل نتيجة مباشرة لهدف السياسة الخارجية الإسرائيلية القاضية بجعل الولايات المتحدة تهاجم إيران بالنيابة عن إسرائيل”. في المقابل، شكّك هاشمي بفاعلية الغارات، فعلى الرغم من إقراره بأنّ إيران عززت جهودها العسكرية، قال إنّه لا يعتقد أنّها تعني “تلقائياً أنّ العمليات ناجحة”. وإذ تحدّث هاشمي عن محاولات إيران تقليص وجودها في سوريا، توقع أن تستبق الهجمات الإسرائيلية بشكل أكبر وبالتالي أخذه الاحتياطات من أجل الحد من الخسائر “لا سيما أنّ هناك حدودا لما يمكن لإسرائيل ان تفعله من الجو”.

معضلة إيران

لا تقتصر جهود إيران في سوريا على المجال العسكري فحسب، فقد استثمرت الجمهورية الإسلامية في نظام دمشق التعليمي وفتحت الجامعات في البلاد، كما وأنشأت مراكز طبية بعد تفشي فيروس كورونا، بحسب تقرير “الجزيرة”. الكاتب الذي اعتبر أنّ إيران تطبق هذا النهج منذ سنوات كثيرة في الشرق الأوسط، نقل عن مابون قوله: “تتمتع طهران بخبرة واسعة في الانخراط في مجال الديبلوماسية الثقافية في المنطقة، لا سيما في لبنان، حيث بنت نفوذاً واسعاً عبر القوة الناعمة”.

مالياً، قال الكاتب إنّ سوريا كلّفت إيران كثيراً، مشيراً إلى أنّه يتردد أنّها خصصت لها مبلغاً يتراوح بين 20 و30 مليار دولار خلال العقد الفائت، كاتباً: “نظراً إلى وضع البلد الاقتصادي الحرج، يطرح ذلك تساؤلات عن مدى قدرة طهران على مواصلة أنشطتها الخارجية في المنطقة، لا سيما في ضوء عزم إسرائيل على ضبطها”.
على الرغم من هذه الوقائع، يستبعد المحللون أن تغادر إيران سوريا قريباً. فمن جانبه، قال مابون: “سَبَقَ أن واجهت إيران تحديات اقتصادية خطيرة لكنها تواصل تمويل “حزب الله” في لبنان وتوفير دعم للحشد الشعبي في العراق”، مبيناً أنّ التزامات إيران “متأصلة بأهداف السياسة الخارجية الإيرانية”.

ماذا بعد؟

في قراءته لمستقبل الأحداث، قال هاشمي: “لا أرى أي تغيرات مقبلة”، مضيفاً: “على أبعد تقدير، قد تنخفض كثافة وانتظام الهجمات نظراً إلى أنّه ليس لدى (الرئيس الأميركي) جو بايدن مصلحة في خوض حرب مع إيران، لكنني استبعد توقف هذه الغارات تماماً”.
يُذكر أنّه وزير “الدفاع” الإسرائيلي، نفتالي بينيت أعلن “بشكل قاطع” أنّ الاحتلال “لن يوقف جهوده العسكرية” حتى إجبار إيران على الخروج من سوريا، وفقاً لما ذكره الكاتب.
lebanon24.

مقالات ذات صلة