صحةلبنان

اللبنانيون عالقون بين كِحل اللقاح…وعَمى الوباء

على قاعدة “أي لقاح أفضل من عدمه”، يستقبل لبنان تباعاً شحنات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على أنواعها بدءاً من لقاح فايزر- موديرنا الذي اعتمدته وزارة الصحة العامة، مروراً باللقاح الروسي سبوتنيك V للقطاع الخاص الذي وصل البارحة الى بيروت آتياً من هولندا عبر دبي، وليس انتهاءً بلقاح استرازينيكا البريطاني-السويدي، المثير للجدل على خلفية ربطه بحالات تخثر شديد في الدم ما يؤدي الى الإصابة بجلطات دموية.

سوق الإستيراد للقاحات مفتوح على مصراعيه مع إعطاء وزارة الصحة العامة عشرات الإجازات للقطاع الخاص من أجل التفاوض مع الشركات المنتجة على استيراد اللقاحات، وكذلك المنافسة الشديدة عالمياً، والتي لا تخلو من “سياسة وتسييس”.

الدفعة الأولى من جرعات لقاح أسترازينيكا وصلت الى بغداد أيضاً بالتزامن مع وصولها الى بيروت، على رغم حملة التشكيك ربطاً بالأعراض التي سُجلت في حق هذا اللقاح من دون إثباتات علمية موثقة، علماً أن بريطانيا لقّحت 22 مليون شخص بالجرعة الأولى لغاية تاريخه، فإن الحملة التي يتعرض لها هذا اللقاح شبيهة بتلك التي طالت لقاح فايزر في فنلندا مع إنطلاق عمليات التلقيح به حول العالم، الا أن منظمة الصحة العالمية حسمت الجدل القائم مع طلبها نسبة فعالية لا تقل عن ٧٠% للمصادقة على إنتاج أي لقاح، على أن تُستتبع بتقارير علمية مثبتة حول الأعراض المرافقة له.

لا يملك لبنان ترف اتخاذ إجراء إحترازي قبل البدء باستخدام لقاح أسترازينيكا أو غيره من اللقاحات المتوفرة، فالمناعة المجتمعية مطلوبة بإلحاح مع فشل كل الخطط والمساعي والإجراءات للحد من المنحى التصاعدي للوباء، لأن “الكحل أحلى من العمى.”
.lebanon24

مقالات ذات صلة